أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - السجود
السنة 2006
فأين التسعة؟

لوقا17: 17
عشرة رجال بُرص طهّرهم الرب من مرضهم، ولم يكن هناك اختلاف بينهم إلا أن أحدهم كان سامريًا، أي أنه ليس من شعب الله.  هذا الغريب الجنس هو الشخص الوحيد الذي، عندما رأى أنه شُفي، رجع يمجِّد الله، وخَرّ على وجهه عند رجلي الرب يسوع شاكرًَا له.  عندئذ نسمع هذا السؤال المؤثِرّ من فم الرب «فأين التسعة؟».

من الطبيعي أننا نسمع نحن أيضًا هذا السؤال عندما نجتمع للعبادة.  كثيرون طهروا من برص الخطية وحصلوا على الغفران والخلاص والسلام؛  فأين هم في يوم الأحد، وفي باقي أيام الأسبوع؟  حينما يجتمع اثنان أو ثلاثة باسم الرب، والرب حاضر في وسطهم، أين هم؟ 

يقول البعض: ”نحن نعبد الرب في بيوتنا“، ولكن هل هذا يشبه ما فعله الأبرص الذي شُفي ورجع يمجد الله «بصوت عظيم»؟ 
هذه هي الشهادة العلنية المطلوبة من جميع المؤمنين، وهي أن يخبروا بصوت عظيم بفضائل الرب.

أما الرجال التسعة الذين طهروا من برصهم، فربما مجّدوا الرب في قلوبهم، ولكن مكانهم عند رجلي الرب ظل خاليًا، لذلك فَتّش الرب عنهم في هذا المكان ولم يجدهم.

وها هو الآن يبحث عن أحبائه المتغيبين عن الاجتماع، إنه مكان جميع الذين اشتراهم بدمه.  وما أقل عدد الذين يجتمعون حول شخصه المبارك! 
ولنعلم أيها الأحباء أن مُجرد حضورنا في الاجتماع لا يدل على أننا في نفس المكان الذي وُجد فيه الأبرص العاشر، فالأمر المهم ليس الحضور جسديًا في مكان العبادة بينما قلوبنا في الخارج، ولكن يجب الاشتراك في العبادة بقلوبنا وأفواهنا، وعندئذ نُظهِر للرب اعترافنا بالجميل.

وأريد أيضًا أن أتحدث عن أولاد المؤمنين الذين عرفوا المُخلّص منذ حداثتهم، وهضموا الحقائق المُتعلِّقة بالعبادة الصحيحة، ومع ذلك لا يواظبون على حضور الاجتماعات، فها هو صوت الرب موجه إلى كل منهم قائلاً:
«أليس العشرة قد طهروا؟  فأين التسعة؟
أ لم يوجد من يرجع ليعطي مجدًا لله غير هذا...؟».
عن المراعي الخضراء – مايو 1962