أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - السجود
السنة 2006
اجتماع كسر الخبز

- هو أسمى اجتماعات الأسبوع، حيث فيه نقدم سجودًا خالصًا للرب.  ولا يستطيع القلب أن يسمو إلى حالة السجود إلا إذا وصل أولاً لحالة الامتلاء والفيضان (مز45: 1)، والقلب الفائض لا يكون فيه شعور بالعوز والاحتياج.  إن السجود الحقيقي هو فيضان القلب بملء المسيح والمشغولية بشخصه.

2- امتياز للمؤمن أن يجلس على مائدة الرب مع إخوته في أول الأسبوع، والروح القدس يستحضر أمامه المخلِّص الذي قال: «اصنعوا هذا لذكري» (1كو11: 14).  هنا يكون السجود في أسمى صوره.

3- يجب أن نذكر الغرض الذي من أجله نجتمع ليس فقط لنقدم تسابيح أو تشكرات أو نستمع للكلمة، لكن لنتمم رغبة قلب الرب الذي قال: «اصنعوا هذا لذكري» لذلك في اجتماع كسر الخبز ننتظر إرشاد وقيادة الروح القدس ليقودنا إلى تتميم الغرض الذي اجتمعنا لأجله.

4- نحن نسجد لإشباع قلب الآب «لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له» (يو4: 23).  والسجود ليس طلب إحسان من الله، أو التضرع من أجل نعمة، ولكنه التسبيح والإكرام والحمد، المشغولية بالله في ذاته، في صفاته ونعمته ومحبته.  ولم تُستعمل كلمة سجود في الكتاب مرتبطة بالسؤال أو الأخذ ولكن بالعطاء والتقديم لله.

5- كم هو مُشبع لقلب سيدنا أن نأتي أول الأسبوع بقلوب فائضة بالشعور بالنعمة التي جعلت من أشخاص مثلنا قريبين قُربًا عظيمًا، مقيمين في دائرة الرضا الإلهي، بوركوا بكل بركة روحية في السماويات، ولكن مع هذا فإن ما يجب أن نُشغل به ليس ما نلناه من بركات عظيمة، بل ننشغل بالمُعطي نفسه؛ بعظمته ونعمته ومحبته، ذلك المخلِّص الذي بذل نفسه لأجلنا، وموضوع تسبيحنا وسجودنا مجد شخصه المبارك، مجد عمله على الصليب.

6- ونحن حول الرب في اجتماع كسر الخبز لصنع التذكار - هذا التذكار الذي يحوي الخبز والخمر، يتكلم عن شخص عظيم ضحى بحياته، وسفك دمه، واحتمل الموت حبًا وطوعًا وطاعة - هذا ما يجب أن تُشغل به قلوبنا وأفكارنا.

7- ونحن نكسر الخبز، ونتناول الكأس من يد الرب نذكر القول المبارك «هذا هو جسدى المبذول لأجلكم... هذه الكأس هى العهد الجديد بدمي... فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» (1كو11).  وإذ نذيع موته، فإن أعين إيماننا تتجه إلى فوق، إلى السماء عينها حيث دخل يسوع مكلَّلاً بالمجد والكرامة، ننتظر مجيئه الثاني بشوق القلب، ونحن لا نكُفّ عن صنع هذا التذكار حتى يأتي محبوب قلوبنا، إذ نراه وجهًا لوجه.

8- ونحن من حول الرب نصنع التذكار نرنِّم الترنيمة التى تحكي قصة الحب العجيب، ننشد لذاك «الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه» (رؤ1: 5) - هذه التسبيحة بدأت هنا على الأرض، لكنها ستستمر إلى الأبد في المجد، حيث لا نحتاج إلى عشاء يذكِّرنا بشخصه المبارك.  وفي حضرته سيرنِّم جميع المفديين السماويين الترنيمة الجديدة قائلين: «مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه؛ لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة فسنملك على الأرض» (رؤ5: 9،10).

9- تفصيل كلمة الله في وقت غير مناسب، واستخدام موهبة في غير موضعها، وطلب ترنيمة تلو الأخرى بعضها مناسب وغير مناسب؛ كل هذا يعطّل سجود الجماعة، ويعكر صفو الاجتماع.

10- الشخص الذي يتغيَّب عن اجتماع كسر الخبز يعلن عدم طاعته لوصية الرب، وهذا يكشف عن الضعف الروحي الذي يقود إلى فشل الشهادة للمسيح.  زد على ذلك حزن قلب الرب على الشخص الذي يتهاون بوصيته، وبالتالي حرم نفسه من إشباع قلب الرب والتمتع بالشركة مع المؤمنين الذين يمارسون العشاء.

11- دخول الشخص إلى اجتماع كسر الخبز متأخرًا، وخروجه من الاجتماع قبل أن ينتهي في لهفة على الأمور الزمنية، لهي من الظواهر غير اللائقة، والتي تكشف عن المستوى الروحي الضعيف، وعدم التقدير والاحترام  لشخص الرب العظيم الحاضر في وسط الجماعة.

12- وعندما ينتهي الاجتماع ونخرج، ينبغي أن نُري العالم أننا كنا مع الرب يسوع، وفي حضرته، ولتظهر على وجوهنا من الخارج تأثير ما أخذناه من الداخل، والذين قضوا وقتًا مع الملك ينبغي أن يتميزوا في أحاديثهم وسلوكهم أمام الناس.
ليت الرب يعطينا نعمة حتى نُشبع قلبه بسجود حقيقي ونحن في اجتماع كسر الخبز، ولا نكفّ عن ممارسة وصيته الغالية «اصنعوا هذا لذكري»،  مخبرين بموته إلى أن يجيء.  آمين.

أفرايم فخري