أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - الفرح
السنة 2014
فرح رابح النفوس
كان ”روبرت أرثنجتون“  مسكينًا في نظر الناس، لكن حسب كلامه هو كان أسعد جميع الناس.  وُلد في 20 مايو 1823 ورقد في الرب في 7 أكتوبر 1900.  تخرج من جامعة كامبردج الشهيرة، وكان من أسرة ثرية، لكنه عاش في حجرة واحدة، وكان يطهو طعامه بنفسه، وكثيرًا ما كان يُسافر للمناطق الفقيرة النائية كمُرسَل لتقديم الإنجيل لأفقر الناس؛ كما قدَّم – على مدى 25 عامًا - مليون جنيه إسترليني لخدمة توزيع الإنجيل للنفوس المحرومة، وفره من ضروريات حياته.  وبعد موته وُجدت قصاصة من ورق كتب عليها: ”بكل الرضا والسرور، أجعل من أرض الحجرة سريري، وصندوق خشبي كرسيًا لجلوسي، وصندوق آخر مائدة لطعامي، لأوفِّر كل سنت، من أجل وصول الإنجيل للنفوس الغالية، وأنا أعتبر نفسي أسعد جميع الناس هنا على الأرض، وأثق في سعادتي الأبدية“.

إن أحد أهم مصادر الفرح على الأرض في حياة المسيحي الحقيقي هو ربح النفوس.  وهذه هي الأسباب:

1. يفرح رابح النفوس مع فرح الله والملائكة والسماء:

فالآب يفرح بعودة الضال: «قَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ.  فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (لو15: 23، 24).

والرب يسوع الراعي يفرح بالعثور على الضال: «وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا، وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!» (لو15: 4-7).

والروح القدس يفرح بالعثور على الضائع: «وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ» (لو15: 8، 9).

والسماء تفرح بعودة التائب: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لو15: 7).

2. يفرح رابح النفوس لأنه يقَّدِم كلمة الله مصدر الفرح: «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (إر15: 16)، ومكتوب: «النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى» (أم11: 25)

3. يفرح رابح النفوس لأن الزارع يفرح بالحصاد: «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ.  الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مز126: 5، 6).  «يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ» (إش9 : 3).  «وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعًا» (يو4: 36).

4. يفرح رابح النفوس لأنه يرى عمل المسيح: «وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟  وَإِذْ قَالَ ... فَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ» (لو13: 16، 17).  «وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا» (لو19: 37).

5. يفرح رابح النفوس لارتباط الفرح بالعمل الكرازي: «وَكَانَ الْجُمُوعُ يُصْغُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ فِيلُبُّسُ... فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ» (أع8: 6-8).  «فَسُمِعَ الْخَبَرُ عَنْهُمْ فِي آذَانِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَأَرْسَلُوا بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.  الَّذِي لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ اللهِ فَرِحِ» (أع11: 22، 23).  «أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا، فَيَفْرَحُ بِكَ شَعْبُكَ؟» (مز85: 6).

6. يفرح رابح النفوس لأنه يُتمّم الخدمة التي قبلها من الرب: «وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ» (أع20: 24). 

7. يفرح رابح النفوس لأنه يوصل مشورة السلام: «أَمَّا الْمُشِيرُونَ بِالسَّلاَمِ فَلَهُمْ فَرَحٌ» (أم12: 20).  «كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ» (رو10: 15).

8. يفرح رابح النفوس لأنه يتاجر بالوزنات التي أخذها من الرب، والمكافأة آتية: «فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ!  كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ.  ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت25: 21، 23). 

9. يفرح رابح النفوس أبديًا لأن من ربحهم هم إكليل فرحه وسروره: «لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ افْتِخَارِنَا؟  أَمْ لَسْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَمَامَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ؟» (1تس2: 19).  «إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِي وَإِكْلِيلِي، اثْبُتُوا هكَذَا فِي الرَّبِّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ» (في4: 1). 

قارئي المؤمن: هل تقول معي ومع إشعياء قديمًا: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8).
زكريا استاورو